السبت، 2 أبريل 2011

العقلانية


            ناد مفكرو الليبرالية لمجموعة من المفاهيم التي استوردوها من الغرب، وجعلوها أساس أطروحاتهم وليست العقلانية عندهم مقابلا للعقل والمعقول كما يصوغه السلفيون، إنما العمل بمقتضى العقل مقابل العمل بمقتضى الوحي.
         فكيف وظفت العقلانية داخل الخطاب الليبرالي؟
         تعددت أساليب هذا التوظيف ولكنها على أية حال اجتمعت حول النزعة الإنسانية كبعد مركزي ومحوري للخطاب الليبرالي العربي المعاصر، ونظرا لتأثر البالغ بالحركة الإنسية، فإنما لا تختلف كثيرا عن ما هو عليه الحال داخل أوربا، وإن كان لهذا بعض الخصائص التي تميزها عنه. إن مفهوم العقلانية يتحدد بالنسبة لهم في صورته الوضعية وليس في صورته الأسطورية واللاهوتية أو حتى الفلسفية. فقد اتجهت إلى معنى وضعي أدى إلى تفجير التناقض بين الوحي والعلم، تماما كالذي حدث في أوربا وينظر الليبراليون إلى هذا العقل من زوايا ثلاث.
         العلم مجموعة من الحقائق اليقينية تمنح الإنسان المعرفة الصحيحة بالطبيعة والإنسان استعانوا بنظرية التطور وحصروا كل شيء في نتائجها.
·       العلم هو الوسيلة الوحيدة والصحيحة للاقتراب من المعرفة ليس الإيمان والعقائد الدينية. لأن ما تؤدي إليه التجارب يحب القبول به وما يفشل أثناء التجربة يرفض ولا يعتبر ركيزة دينية.
·       العلم هو رؤية فلسفية مادية تفسر العالم والإنسان على النقيض من التفسير الديني لهما.
·       لقد استعملوا الخطاب العقلاني كسلاح لتكسير وتحديد ركائز الخطاب التقليدي الذي يبنى على الوحي والنص الديني. ولهذا السبب حاكم طه حسين التراث الجاهلي بالآليات المنهجية الديكارتية ودعا الشميل وأنطوان إلى الأخذ بالعلم ونبذ الوحي، لأنهم حاولوا إبراز الشروط الضرورية واللازمة لتجاوز التأخر.
         أفرزت العقلانية مجموعة من مفاهيم تابعة كالنقد والعلم والتنويه والتقدم والتي روج لها من سمي بتلاميذ الغرب.
         هكذا كانت السمات الأهم للعقلانية داخل الخطاب الليبرالي ولعن الإشكالية المطروحة إلى أي مدى استوعب الشرق هذا المفهوم وتعامل معه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق