السبت، 2 أبريل 2011

الخطاب الليبرالي


من المعلوم أن الخطاب الليبرالي جاء كانعكاس للواقع الذي عاشه الشرق وتفاعل معهم الغرب زمن الليبرالية والجيوش النظامية الزاحفة، فتم إلحاق العنف الفكري والاقتصادي والاجتماعي على الشرف لإجباره على أن ينتقل إلى التقدم دون أي تخطيط ودون أي مبادرة ذاتية. فما هي أهم مميزات هذا الفكر ؟ .
     عبر مثقفو الليبرالية عن واقع التخلف الذي ساد في مجتمعهم ولم يقنعوا بالطرح السلفي واستجابوا لنداء الواقع والفكر، إنه التعبير الإيديولوجي عن مشروع إصلاحي تقدمه الفئات الاجتماعية الناشئة ولكن كلن خطابها يغطي مختلف الجوانب التي فرضت ذاتها. كان أغلب هؤلاء المثقفين يشتغلون، فالحقل الصحفي وكانوا ينشرون مقالاتهم بهدف نقل المفاهيم الليبرالية من الغرب إلى الشرق وذلك بشكل مبسط وانتقائي فركزوا على العلم والعقلانية القائمة على الأسس الإختبارية، إذ يستحيل الوصول إلى أي تقدم دون إنجاز التجارب وتجاوز فكر الإيمان والعقيدة والغيب.
 حاول مفكرو التيار الليبرالي ترجمة مجموعة من النظريات العلمية السائدة في أوربا كما حاولوا تبسيط العقلانية علي المستوى الاجتماعي والسياسي، منطلقين من مبدأ كونية المنجزات الثقافية والسياسية الأوربية (التاريخ العالمي).
 يرى " شبلي الشميل" أن على الشرق إعادة النظر في المراكمات الفكرية والعقدية حتى يتمكنوا من تغيير صورة تسمح حالة التخلف العميق والتحول إلى اليقظة والتقدم، هنا نفهم أن الدين هو الذي يعوق العرب وما من سبيل إلى هذا دون أن نخلص المجتمع من النفوذ الروحي للمساجد والفقهاء، فترجم مجموعة من المؤلفات الغربية مثل "أصل الأنواع" واعتبر أنه من الضروري الاندماج مع الغرب وإحداث القطيعة مع الماضي، من هنا رفضوا أية مؤسسة تشد إلى الحلف، فتمسكوا بالقومية العربية والفرعونية أو المجال المتوسطي فنادوا إلى وحدة لا تمث بصلة إلى أي أساسي عقائدي أو ديني.
 إن الانفصال هو العصا السحرية وليس الرجوع إلى الأصل كمبدأ للخلاص فتتحقق الحرية بالإيمان بالعلم والتصنيع وإحلال الديمقراطية بدل الاستبداد وتجاوز المعرفة القديمة بالدعوة إلى النقد والتنويع.
     هذه هي أهم سمات الخطاب الليبرالي ولكن كيف يقدمون لمفهومي " العقلانية " و"الحرية" وهذا ما سنحاول مناقشته في العرض القادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق