الثلاثاء، 22 مارس 2011

نظريات نشوء الأديان


ترتبط الظاهرة الدينية بالإنسان، وشهدت الثقافات والحضارات المختلفة ديانات عبر العصور، بل لعب فيها الدين دورا مهما، وان كانت نسب هذا الدور متفاوتة. هناك من المفكرين من ذهب إلى أن الدين من الأمور التي سيطرت على الإنسان، والإحساس الديني من الخاصيات والطبائع الراسخة فيه. فكيف نشأت الأديان حسب بعض النظريات العلمية ؟
من خلال ميرتشال اليادة ومحاضرات الأستاذ عبد الكريم مدون وكذلك ما بعض القراءات القليلة التي اطلعت علها عبر الانترنيت سأحاول استحضار أهم ما ذهبت إليه بعض النظريات حول نشوء الأديان.
اعتقد اغلب علما الأنتربولوجيا أن الإنسان في بداية عهده كان ذا تفكير بسيط ولم يستطع استيعاب الظواهر من حوله فشعر بوجود قوه روحية وراء الطبيعة تتحكم فيه هنا حاول التقرب منها بتقديم القربان لكسب رضاها واتقاء شرها، هكذا اعتقد الإنسان البدائي بوجود كيان روحي.
إن الطوطمية هي التمثيل الرمزي للضمير الجمعي والضمير الجمعي بدوره يأتي من المجتمع لذلك فإن المجتمع هو مصدر الضمير الجمعي والطوطمية.هذا هو استنتاج دوركايم عندما دراسته للطوطمية وسط الأرونتا في أستراليا. وتمكن من توضيح كيف أن العشيرة هي مصدر الطوطمية، يكون بإمكانه إثبات أن المجتمع هو منبع الدين من خلال تعريفه لظواهر معينة بأنها مقدسة وأخرى بأنها مدنسة. المقدس يؤدى إلى سلوك يحتوى على التقديس، الاحترام، الغموض، الرهبة والشرف. أن العشيرة هي المصدر المطلق للطوطمية، ومن هذا الشكل المصغر نستخلص أن المجتمع هو المصدر المطلق للدين.
إن التجربة الجماعية التي يعيشها الإنسان كالموت والنوم والموت،هي التي تؤدي به إلى الإيمان بكائن منفصل عن الجسم ويستطيع العيش في غنا عنه، ونتيجة لهذا اعتقد الإنسان البدائي بوجود الأرواح والخيالات. أحس الإنسان بضرورة عبادة هذه الأرواح السريرة أو الخيرة، بتقديم القرابين لها ومحاولة كسب تعاطف بعض هذه الأرواح حتى تدفع شر البعض الأخر. لقد دافع تايلور في كتابه "الثقافة البدائية" عن هذا الطرح واعتقد أن الأديان تطورت حتى صارت على ما هي عليه.
يعتقد عالم النفس السويدي فرويد أن الدين مرض عصابي يصيب الإنسان، ويرجعه إلى جريمة شنعاء قد ارتكبها الإنسان في غابر الأزمان. فقد كان هناك أب مستبد يحكم القبيلة ويحتكر كل نساء العشيرة فكانت هناك ثورة من طرف الأبناء أدت إلى قتل الأب وأكله وبعدها أحسوا بالندم فأقاموا حفلات دينية يستغفرون لذنبهم كما أقاموا قوانين تحريمية كان أولها تحريم الزواج بالمحارم، وهكذا تطور الطوطم فأصبح الأب إلها ونسيت الناس جريمتها فلم تعد ترى صلة بين الطوطم والأب وغدت الذبيحة قربانا تقدمه الأمم إلى العزة الإلهية. إن الدين مجرد حالة نفسية سيكولوجية نابعة من آثار ومتبقيات عقدة  "أوديب".
قام ماكس فيبر بدراسة الأخلاقيات الاقتصادية للدين ويقصد منها ما يؤكد عليه الدين من قيم اقتصادية. منطلقا من سلوك الأفراد في مختلف المجتمعات يفهم في إطار تصورهم العام للوجود، وتعتبر المعتقدات الدينية وتفسيرها إحدى هذا التصورات تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات بما في ذلك السلوك الاقتصادي، فقد خلقت البروتستانتية الظروف اللازمة لنشأة الرأسمالية إذ تحقق بخصائص سيكولوجية معينة  الحماس و السلوك المنظم، المثابرة، الكفاية، الصدق والإخلاص.
عموما، تختلف نظريات نشوء الأديان ولكن تتفق في كون الدين ظاهرة إنسانية نابعة من الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق