الثلاثاء، 22 مارس 2011

الديانات القديمة


إن الإنسان في بداية عهده كان ذا تفكير بسيط ولم يستطع استيعاب الظواهر من حوله فشعر بوجود قوه روحية وراء الطبيعة تتحكم فيه هنا حاول التقرب منها بتقديم القربان لكسب رضاها واتقاء شرها، هكذا اعتقد الإنسان البدائي بوجود كيان روحي.
إن كبار السن في العشائر البدائية كان لهم دور مهم في تنظيم المجتمع، ويقصدهم الجميع لاستفادة من تجاربهم فهم من يحلون المشاكل ويداوون المرضي لأنهم قد راكموا خبرة بالحياة، علم وحكمة الآباء والأجداد كان كنزا قيما، بل إن الشخص الأكثر علما يصبح رئسا للقبيلة. ان فقدان العشيرة لأحد من هؤلاء الأشخاص حاولوا تعويضه بأن يتخيلوا أن روح هذا الفقيد ما زالت تعيش بينهم وتحاول إرشادهم إلى ما فيه خير لهم هكذا ظهر ما يسمي بعبادة الأسلاف و أحس الإنسان أن أية مأساة يعيشها كانت نتيجة غضب احد أرواح الأسلاف . وكانت ثنائية الإيمان والعمل تفرض نفسها ويصبح من واجبهم أداء طقوس وتقديم قرابين.
ارتبطت الديانات القديمة بالأسطورة  وتتميز هذه الأخيرة من حيث الشكل، تحكم الأسطورة مبادئ السرد القصصي وغالباً ما تكون في قالب شعري. ويحافظ النص الأسطوري على ثباته عبر فترة طويلة من الزمن.
 لا تعرف الأسطورة مؤلف واحد معيّن لأنها ظاهرة جماعية يخلقها الخيال المشترك. وتلعب الآلهة وأنصاف الآلهة الأدوار الرئيسية في الأسطورة فإذا ظهر الإنسان على مسرح الأحداث كان ظهوره مكملاً لا رئيسياً.
تتميز الموضوعات التي تدور حولها الأسطورة بالجدية والشمولية وتجري الأسطورة في زمن مقدس، غير الزمن الحالي. كما ترتبط الأسطورة بنظام ديني كما تنهار بزواله وتتمتع الأسطورة بالسلطة المطلقة على عقول ونفوس الناس. لهذا تكون الأسطورة هي حكاية مقدسة، ذات مضمون عميق يشف عن معاني ذات صلة بالكون والوجود وحياة الإنسان. ولم تخرج أساطير البابليين واليونان عن هذه السمات.
لا بد - ونحن نتحدث عن الديانات القديمة - أن نطرق إلى مسألة مهمة تتعلق بقدرة العبادات على الصمود عكس الديانات نقسها، صحيح أن هناك مجموعة من الديانات قد صمدت فعلا ولكن أصبحت تمارس طقوس ديانات أخرى قد أبيدت ولم يبق لها وجود، هذا ما يعبر عنه ذلك التشابه الكبير بين مجموعة من الديانات القديمة الموجودة إلى اليوم أو على الأقل يمكن أن نقول إن هذه الديانات الصامدة تمنح الحياة لمجموعة من العبادات الخاصة بديانات منقرضة.
قام الإنسان بتصوير آلهته وتجسيدها ماديا، إما بنحتها في صورة إنسان أو بتجسيدها في حيوان يعبد ويحترم. إن الديانات المصرية واليونانية خير مثال للتصوير في شكل إنسان، أما في البوذية فالتجسيد كان في شكل حيوان حي يحترم ويقدس.
لعلك تلاحظ أن العرض لم يأخذ منحي استعراض أفكار بعض الديانات القديمة كالبوذية والكونفوشيوسية ودياناتها الشنتو. ولكن حاولنا الوقوف على سماتها الأساسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق